اعلان

حكاية طفل

 

حكاية طفل


حكاية طفل

طفل اتولد في بيئة كانت ظلام . ظلام جهل وفقر وكمان إضاءة . إضاءة اللي كانت ابسط حقوق المواطن اللي اتولد في ريف الصعيد المستنقع الموبوء بالأمراض المزمنة والأمية اللي سيطرت علي عقولهم لسنين طويلة ولفقر محاوطهم من كل النواحي . انعدام صحة ومستشفيات تبعد عن كهوفهم المبنية بالطين والبوص بعشرات الكيلومترات . انعدام تعليم لقلة الموارد المالية والدخل للأسرة بوجه عام . انعدام وسيلة مواصلات تقدر تنقلهم من ظلامهم لدنيا جديدة يمكن يكون فيها ولو شعاع واحد من النور . النور اللي الناس مكانتش تعرفه غير من طلعت الشمس لغيبتها . وحياتهم اللي كانت كلها شقي وتعب لدرجة أن الطفل أصبح شاب من المشقة والتعب والشب شاب وهو لسه متمتعش بحياته اللي غيره لسه مبداش فيها ...
حكاية طفل بعد ما لفها علي كعب رجل وحس أن الحظ بدأ يضحكله لقي نفسه انهك جسديا والأمراض تمكنت من كل حته في جسده لما صرف تحويشة وشقي عمره علي علاجه ومرضه . لما انكسر لحظة ما الطبيب قاله للاسف حالتك متأخرة والاهمال كان أكبر سببه . لما ملقاش حد جنبه وحس بالصدمة والمرض بينهش ف لحمه لما رقد ع سريره مستني أجله . لما بص لحاله وافتكر أنه لسه شب شايب من عمله وأنه لسه حتي مدخلش دنيا لما افتكر أنه . لا ليه ولد يشيل الحمل عنه ولا زوجة تخفف ألمه ساعته بس افتكر أنها فعلا دنيا فانيه ، والمجتمع اللي عاش فيه كان ظالمه ، ظلم بيين وواضح للأعمي وللمغمي ، عيونهم مكشوفه عن وهم وكذب وخداع ونفاق و مش شايفة المسكين اللي ضحي بصحته وعافيته وزرع ارض أجداده ولما الزرع جه وقت حصاده مسكين لقي البهوات اشترو تعبه وشقاه بشوية فكة ، للاسف فكة لا وفرت له بيت ومأوي ولا صحة وعلاج يقوي عافيته ولا تعليم ينقذه من جهله ولا وسيلة نقل تريحه ولا حتي راحة بال قبل ما تشيب شبابه وعمره يتحصد قبل زرعه ، وعاش الغني بالمحصول وصنع منه الكعكة وانبسط وعاش عمر قد اللي عاشه الطفل مضروب في 100 قد الزرع اللي زرعه
حقيقي حكاية طفل عاشها كتير اووي من أجدادنا
رحم الله أجدادنا واسكنهم الفردوس الاعلي
محمد عاشور 2021

ليست هناك تعليقات